بسم البلاد نواصل العمل ..
إن ما تشهده سورية في هذه الأيام يعتبر ولادة من رحم معاناة ممتدة في البلاد .
ويشكل تغلب إرادة السوريين منعطفاً تاريخياً هاماً في سورية والمنطقة والعالم ، ما يدفعنا للعمل معا لكتابة عقد اجتماعي جديد يضم السوريين جميعاً تحت راية النهوض ببلدنا وصناعة مستقبل للسوريين وحدهم .. بقرارهم .
في ضوء هذا قال الدكتور جاك الشامي :
ستخفت أصوات الرصاص غداً. وستتلاشى الفوضى قريباً ، سنجد حلاً ما (غالباً ستفعل ذلك دول تريد لبلدنا الجديد أن يولد) لإيقاف العدو الاسرائيلي عن استغلال الفراغ.
هذه أعراض طبيعية لعملية تغيير بهذا الحجم ، ستمر وبعدها ستبدأ معركتنا الحقيقية والتي نتمنى ان تكون صراعاً عميقاً شديداً طويلاً بينا في ساحات السياسة والثقافة والإعلام.
تتنافس فيه أفكارنا ومواقفنا ورؤانا لبلدنا دون ان نطلق النار على بعضنا ، نحن بلد متنوع، ولن يقوم دون إدراك هذا التنوع، دون أن نتوقف عن استخدام تعبير “إسلامي” على انه مرادف للإرهاب، و”علماني” على أنه مرادف للكفر، و” حزبي ” على أنه مرادف للنظام السابق.
متفائلون بالغد، ولا نريد الالتفات إلى الماضي، ولدينا حتى الآن الكثير من الأسباب التي تبرر هذا التفاؤل وأريد أن أذكر منها:
ـ مرور هذه العملية الانتقالية الهائلة دون قطرة دم واحدة.
ـ دخول الفصائل العسكرية إلى أحياء في حمص وحماة و الساحل دون أي ملمح انتقامي.
ـ اكتشافنا أن في البلد أشحاصاً وطنيين غيورين يصح ان يقال عنهم رجال دولة (مثالهم حتى الآن رئيس الوزراء المؤقت محمد جلالي واستجابة قائد العملية العسكرية أحمد الشرع لمبادرته).
ـ ظهور مبادرات اهلية ناجحة لتجاوز الأيام الانتقالية، عبر تشكيل لجان محلية لضبط الامن وحماية مؤسسات الدولة (أنجحها وأوضحها تجربة جرمانا).
ـ عملية المراجعة السريعة جداً التي قام بها كثير من الأشخاص (لا سيما الإعلاميين والفنانين والشخصيات العامة).
ـ العبور السريع وقليل التكلفة عسكرياً وسياسياً للعملية الختامية .
نتمنى الحرية لكل المعتقلين في أي سجن كان، وهناك مفقودون، ومختطفون، يجب الكشف عن مصيرهم لنبدأ سوريا جديدة.
الحساب لكل مجرمي الحرب و إعادة المال العام أياً كان سارقه ، وتقديمه للقضاء .
تحرير الشعب من الخوف ، الخوف من قول ما يريد.
سورية لأبنائها مهما كانت أسمائهم ، و لنسائها الماجدات الكاتبات على جبين الشمس، اسم بلادنا .. أو سيكون أي اسم عربي سوري آخر، حدوده الإنسانية، ورسالته حضارة العالم.
الوطن لأهله الذين إن دقت الساعة؛ وحين دقت، تسارع المتبرعون بدمهم؛ سكبوه على الثرى، حتى لكأن كل ذرة تراب من هذا البلد سقاها الأحمر القاني ، ولذلك ، من حقنا – كسوريين – أن نخاطب العالم : أن الوطن هو الجهات الأربعة لمن أراد اتجاه .. و المستقبل يقرره السوريين وحدهم بوحدتهم .
ختاماً : نتمنى دائماً ، لهذه الـ ” سورية ” أن تنعم بالاستقرار و صوت ُ فيروز يوزعُ بالتساوي على كلِّ السوريين : شآم .. أنتِ المجد ُ لم يغب !
و نأمل أنها قد مرت ساعات الليل الأشد عتمة قبل الفجر العميق.